مسلسل «نور» يلهب الأمسيات الأردنية.. (صورة)

مسلسل «نور» يلهب الأمسيات الأردنية.. تنافس بينه وبين «سنوات الضياع» على ملء «فراغ» المشاهدين

زائر العاصمة الأردنية هذه الأيام لن يخطئ في تلمس حالة من الهوس بمسلسل «نور» التركي، فالمسلسل وتطورات العلاقة بين ابطاله: مهند ونور ونهال ودانة وأنور باتت شاناً عاماً وحديث المجالس العائلية، حتى أنها دخلت إلى قاعة البرلمان.
فبعد تسجيل حالة طلاق بسبب تثبيت زوجة صورة مهند بطل المسلسل المدبلج الذي قارب على تسجيل الحلقة رقم 100 على هاتفها النقال.. لايخطئ أي زائر للعاصمة عمان أو أي من المناطق الأردنية أن حالة من الهدوء تسود الشوارع وحدائق المنازل عند الساعة 10 مساء، وهو موعد بث حلقات المسلسل عبر شاشة قناة الـ MBC ، أما في الصحف فبات «قصر نور» الواقع على ضفاف مضيق البوسفور (قصر محمد عبّود أفندي) جزءاَ من إعلانات الشركات السياحية لعروضها الصيفية.
وفيما يسيطر الهوس بنجوم المسلسلات التركية على الشباب الأردني، وبشكل خاص الشابات، تناقلت مصادر إعلامية نية لجنة التربية والتعليم في مجلس مجلس النواب الأردني وضع الدراما التركية على طاولة البحث لوضع خطط استراتيجية تواجه ما يراه البعض «ثقافة غير إسلامية» وبشكل أساسي في ما يتعلق بالعلاقة بين الجنسين.
يقول عماد برهم (الموظف في أحد فنادق مدينة العقبة) إن الأردنيين وبشكل خاص الشابات والسيدات، وبينهن سيدات طاعنات في السن، يجدن في هذه المسلسلات نوعاً من الرومانسية المفقودة في العلاقات الزوجية بين الأردنيين حتى أولئك الذين يعيشون في الأحياء الفارهة في العاصمة عمان.
ويقول الشاب بلال غالب الذي يشبه مهند في عيونه الخضراء وطوله الفارع إن «الفراغ الذي يعيشه الشعب العربي هو سبب هذه الصرعات»، ولا يخفي استفادته من الشبه بينه وبين مهند في «تطبيق» البنات.
أما إبراهيم محمد حسن (صاحب أحد محلات الانترنت في مدينة إربد) فقال لـ«القبس» إن كل اهله يتابعون المسلسل رغم أنه شخصياً غير معجب به ويفضل متابعة «سنوات الضياع». ويضيف أن المسلسل «كله زعل (خصام) ومصالحة بين نور ومهند ودانة وأنور... الشباب يفضلون سنوات الضياع والشابات يفضلن نور». وهو يعزو هذا الاختلاف في الميول والانجذاب إلى أن «نور ليست حلوة... لميس (بطلة سنوات الضياع) أحلى منها».
وهكذا تبدو المفاضلة بين نور ولميس ودانة محور حديث العديد من مجالس الأمسيات الأردنية، فالبعض يرى أن نور أكثر أناقة وأن لميس كلاسيكية، في حين يرى آخرون أن لميس هي الأجمل.
أما عبير نهاد فهي تعيد نجاح مسلسلي «نور» و«سنوات الضياع» إلى اللهجة الشامية، فهي، كما قالت لـ «القبس» لا تتوقع أن ينال هذان المسلسلان النجاح والشعبية لو أنهما بثا باللهجة التركية أو بدبلجة بلغة عربية فصحى كما حال المسلسلات المكسيكية التي راجت مطلع التسعينيات من القرن الماضي.
وتستغرب عبير هذا الإقبال رغم ما يضمنه المسلسلان من أمور «تتعارض مع ديننا وأخلاقنا»، فالمسلسلان يثيران عطف الناس تجاه أبطال المسلسلين رغم ارتكابهما الرذيلة.. والحمل خارج إطار الزواج. وتشير إلى أن المسلسلين اثارا الكثير من الخلافات الزوجية، فالزوجات في رأيها «يردن ازواجاً كمهند... والأزواج يريدون زوجاتهم أو صديقاتهم مثل نور ولميس».
ومن جانبها، تعزو روان الشركسي (مدرسة) الإقبال على متابعة المسلسل إلى حالة «الزهق (الفراغ والملل).. الناس فقدوا العاطفة وباتت المادة تسيطر على اهتماماتهم لهذا يجدون سلواهم في متابعة أحداث المسلسل المليء بالرومانسية والعواطف»، رغم انها ترى أن الأحداث باتت تجتر نفسها ودخلت في دائرة التكرار والرتابة.
وتشير الشركسي إلى اهتمامات الفتيات بلباس الممثلات في المسلسل حتى باتت أي تنورة أو جاكيت تلبسه نور أو دانة محل بحث في الأسواق.
وتفيد بأن حتى طلبة المرحلة الابتدائية باتوا يتابعون أحداث المسلسل بشغف ويتحدثون عنها.
ويلاحظ زائر الأردن أن معظم الأردنيين، وبخاصة الإناث، باتوا يثبّتون المقدمة الموسيقية لمسلسل سنوات الضياع على موبايلاتهم (الخلوي كما يطلق عليه الأردنيون).
ويعزو كثيرون نجاح المسلسلين إلى البساطة في الأداء، وفراغ الأعمال العربية من قصص الرومانسية.
وتدور أحداث «سنوات الضياع» و«نور» - ومن قبلهما إكليل الورد - حول الحب والصراع الطبقي ومشكلات الفقر ومغريات المال والعمل وتأثيرات المال والجاه في نفوس البشر.






تحياتي